à partir de 49 € d'achat
- Nouveautés !
فإن الله تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، فلم يترك خيرا، إلا دل أمته عليه، ولا شرا، إلا حذرها منه. ولما كانت هذه الأمة هي آخر الأمم، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، خص الله تعالى أمته بظهور أشراط الساعة فيها، وبينها لهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أكمل بيان وأتمه، وأخبر أن علامات الساعة ستخرج فيهم لا محالة، فليس بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي آخر يبين للناس هذه العلامات، وما سيكون في آخر الزمان من أمور عظام مؤذنة بخراب هذا العالم، وبداية حياة جديدة، يجازي فيها كل بحسب ما قدمت يداه. ولما كان من العقائد التي بجب الإيمان بها: الإيمان باليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب، ولما كان نظر الإنسان قد لا يعدو هذه الحياة وما فيها من متاع، فينسى اليوم الآخر، ولا يعمل له، جعل الله بين يدي الساعة أمارات تدل على تحققها، وأنها ستقع حتما، حتى لا يخامر الناس أدنى شك فيها، ولا يفتنهم شيئ عنها. فمن المعلوم أن الصادق المصدقون صلى الله عليه وسلم إذا ذكر من أشراطها شيئا، ورأى الناس، وقوع ذلك الشيئ، علموا يقينا أن الساعة آتية لا ريب فيها، فيعلموا لها، ويستعدوا لذلك اليوم، ويتزودوا بالصالحات قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل المحدود. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)): وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلى صوته واشتد غضبه، كأنه نذير جيش يقول: ((صبحكم مساكم))…..