النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري
المؤلف: عز الدين احمد موسي
الناشر: دار الشروق
عدد الصفحات: 439 صفحة
كان المغرب الإسلامي قبل القرن السادس هـ/الثاني عشر ميلادي، يتكون من دويلات متنافرة متناحرة، وقد بعثرت
هذه الدويلات قوى المغاربة في صراع داخلي، وتركت المغرب عرضة للغزو الهلالي والزحف النصراني ممثلا في حملات "الاستعادة" وجاءت محاولة "البعث" من منطقة كانت تعتبر منطقة من مناطق الأطراف هي البلاد الغربية، وقد تمثلت المحاولة في حركتين متتابعتين: المرابطية ثم الموحدية.
ولما كان الدارسون المحدثون المهتمون بهذه الفترة التاريخية قد ركزوا عنايتهم على دراسة الظاهرة السياسية،
وأهملوا الجانب الاقتصادي ودوره في الأحداث السياسية أو أشاروا إليه إشارات عابرة، فقد وجد "عز الدين احمد
موسى" أنه لمن المفيد بحث النشاط الاقتصادي ودوره في توجيه سياسة القرن السادس من ناحية، وتأثير تلك
السياسة على النشاط الاقتصادي من ناحية أخرى، لا سيما في منتصف ذلك القرن الهجري (وهو فترة الانتقال من
المرابطين إلى الموحدين)؛ هادفا من ذلك إلى فهم أعمق للمدلول الاجتماعي للثورة الموحدية من جهة، ودرجة
الاتصال الحضاري -أو الانفصال- بين فترتي المرابطين والموحدين من جهة ثانية. وهذا لا يعني أن الاقتصاد هو
محرك ذلك التاريخ، ولكنه أحد العوامل الفاعلة فيه، ولا ينبغي إهمال دوره ولا التقليل من شأنه. ولهذا كله جاءت
دراسته جامعة بين الوصف للنشاط الاقتصادي وتحليله وربطه بالمظاهر الحضارية الأخرى من سياسية واجتماعية
وفكرية.