كتاب صحيح مسلم هو كتاب في غاية الصحة في الحديث النبوي وفي جودة التصنيف والترتيب بلغت أحاديثه نحو عشرة آلاف حديث أو (7275) وهو الأدق، حديث دون المكرر، وجمع المكرر اثنا عشر ألف حديث (1200) صنفه الإمام مسلم من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، كتبها في خمس عشرة سنة، وهو أحد الصحيحين المعمول عليها عند أهل السنة في الحديث. أفاد العلماء منه الكثير واستنبطوا الأحكام العامة والخاصة منه، واحتجوا بكل ما ورد فيه في المنابر وكتب الفقه والتفسير والسيرة والنبوءات. رتبه الإمام مسلم على أبواب الفقه واشتمل على (55) كتاباً في الطهارات والعبادات والعقود والعقوبات الشرعية والأقضية والجهاد والفضائل والأخلاق (الآداب) والعقيدة والتفسير والفتن. ولصحيح مسلم أكثر من خمسة عشر شرحاً، أشهرها وأوسعها وأحكمها "المنهاج" للإمام النووي وهو الكتاب الذي بين يدي القارئ.
غير أن اسمه المشهور به شرح صحيح مسلم للنووي. وقد برزت ميزة صحيح بنحو أجلى في هذا الشرح للإمام النووي، حيث كان الشرح الضافي معلماً كبيراً من معالم الإسلام، ذكر فيه معاني الألفاظ اللغوية، وآراء العلماء وأدلتهم في مختلف المسائل الفقهية، مع الترجيح والمناقشة والتصويب والتخطئة والأبطال وتعليل الأحكام الشرعية وبيان حكمة التشريع، وإصدار الآراء الحاسمة الموثقة التي يطمئن إليها كل مسلم، وتعديل الرواة أو تخريجهم لما يفيد في الحكم على درجة الحديث صحة وضعفاً، وتخريج الحديث عند البخاري وغيره من الكتب السنة (وهي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة) بالإضافة إلى نقول كثيرة من العلماء ولا سيما المحدثين ورجال الأثر.
ويمتاز الشرح بتقديم مقدمات طريفة عن الموضوع بما يفيد إعطاء تصور شامل له، مما يسمى براعة استهلال. ولأهمية هذا الشرح فقد تم الاعتناء به في هذه الطبعة.