في واحدة من أقسى روايات السجن هي (تلك العتمة الباهرة) وكان مسرحها سجن تزما مارت يقول الطاهر بن جلون على لسان أحد أبطاله “إني أعرف مقدار ما يستطيعه البشر إذا قرروا أن يؤذوا بشرًا آخرين” وفي روايته (حين تترنح ذاكرة أمي) يقول “غريب أمر الناس هذه الأيام.
يتحولون إلى أطياف حين تحتاج إليهم” وهكذا يكون الروائي المغربي ابن جلون قد أقام عمارته الروائية في المسافة التي تفصل بين قسوة الألم وقوة الغياب، فكانت الهجرة مختبره الإنساني والمهاجرون المقتلعون من حيواتهم الحقيقية مفرداته التي حرص على أن يتأملها بعينه الخبيرة التي تدربت على الحب. في روايته (أن ترحل) يكتب “إن أعظم الأمور لا تُطلب أو تُنجز إلا بدافع الحب أو بفضله” وربما كان غياب الحب هو الذي دفعه إلى تأليف كتابه “العنصرية كما شرحتها لابنتي” في محاولة منه لكشط القشرة الزائفة ثقافيا التي تخفي تحتها المجتمعات الغربية أفكارها العنصرية عن الآخر المختلف