رواية "طريق العودة" للروائى الكبير "يوسف السباعى" تدور أحداثها حول شاب يعمل مهندساً معمارياً (إبراهيم) يمتلك مهارة كبيرة وحساً فنياً رائعاً فى عمله ، التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية فى أوائل النصف الأخير من القرن العشرين ، ولأنه كان ماهراً فى رسم الخرائط المعمارية استغله الجيش فى تصميم وحدات المجندين ، وبعد انتهاء خدمته العسكرية بدأ يلمع نجمه فى عالم التصميم المعمارى ، ولكنه مع مرور الوقت لم يكتف بالتصميم فقرر أن يخوض غمار التجربة وأن يعمل فى المقاولات المعمارية ، والمقاولات تتطلب رجلاً يعرف الواقع ويستطيع أن يتفاعل معه ، أما إبراهيم فطبيعته كفنان لا يكفيه إلا الخيال ، انقلب حاله من مكسب إلى خساره وأصبح ينفق من جيبه على أعماله بدلاً من أن يكسب من روائها ، كره حياته وبيته ، ومل زوجته وولده ، فترك كل شيء خلفه ورحل ... أين رحل؟ وماذا فعل؟ "طريق العودة" هى قصة حقيقية فى واقعنا المعاصر ولكن "يوسف السباعى" غير نهايتها حتى يخبر صديقه صاحب القصة أن هذه هى النهاية التى كانت يجب أن تكون.
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي (17 يونيو 1917 - 18 فبراير 1978)، أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون