بين تفسير لآيات في الصبر وأحاديث، وبيان فضل الصبر ومنزلته، وذكر أنواعه، من صبر على الطاعة، وصبر عن المعاصي، والصبر على الأمراء، والصبر على الفتن، والمصائب، والصبر على القتال، وعلى التعذيب، ومن لم يصبر، وبيان عاقبة الصبر وجزائه، وما قيل من شعر في الصبر.
الصبرُ فضيلةٌ عظيمة، لا يؤتاها إلا ذو حظِّ عظيم، والجهلُ بحقيقتهِ جهلٌ بشعبةٍ عظيمةٍ من شُعبٍ الإيمان، فهو مقامٌ من مقاماتِ الدين مبين، ومنزلٌ من منازلِ عباد الله المهتدين، وخصلةٌ من خصالِ أهلِ العزمِ الموفَّقين، وليس أوفى لبيان قيمة الصبر من أنه لا يُعرف حدٌّ لثوابه! فقد وعدَ الله سبحانه بتوفية أجر الصابرين من عنده بغيرِ حصاب، كمال قال عزَّ وجلَّ: (إنما يوفى الصابرون أجرهُم بغير حساب).
وإذا كان موضوع الصبر معروفاً لدى القارئ، فإنه لا شكَّ سيقف على أشياء جديدة في هذا الكتاب لم يكن له سابق إطلاع عليها، فإن المؤلف الحافظ المربِّي أبا بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا - كعادته في كتبه - يُتحفنا بأخبار وحكاياتٍ عجيبة، وأقوالٍ وقصصٍ غريبةٍ نادرة، وإن كان بعضها مؤلماً وقاسياً...
بل إنه احتوى على أحاديث لم أقفْ على غير المصنِّفِ راوياً لها، فقد يكونُ هو المتفردَ بروايتها. وقد تنوَّعت الأقوالُ والأخبارُ والقصصُ التي أوردها، بين تفسيرٍ لآيات في الصبر وأحاديث، وبيان فضل الصبرِ ومنزلته، وذكرِ أنواعه، من صبرٍ على الطاعة، وصبرٍ عن المعاصي، والصبر على الأمراء، والصبرِ على الفتن، والمصائب، والبلاء، من أمراضٍ وعاهات ومشقةٍ وأذى، والصبرِ على القتال، وعلى التعذيب، ومن لم يصبر، وبيانِ عاقبةِ الصبرِ وجزائه، وما قيلَ من شعرٍ في الصبر.
وهذا لا يعني أنه استوعبَ أخبارَ الصبرِ الكثيرةَ والمتنوعةَ في هذا الكتاب، بل أوردَ هنا ما سمعهُ من شيوخهِ وساقهُ بسندِه فقط؛ كما أوردَ أخباراً وحكاياتٍ في كتبٍ أخرى له تتعلقُ بالصبر، مثل "الفرج بعد الشدة"، و"الشكر"، و"الرضا بقضاء الله عز وجل"، و"المرض والكفارات".