اخترت من بين هذه الكتب المؤلفة في فقه الشافعي كتاب (كفاية الأخيار) للإمام تقي الدين أبي بكر محمد الحسيني الحصني الدمشقي من علماء القرن التاسع الهجري. تصفحت هذا الكتاب فأعجبني منه حسن عبارته وحلاوة أسلوبه ومتانة مادته، وتحري أحكامه التي اعتمد فيها الشيخ رحمه الله على الكتاب والسنة وإجماع الأمة فطالعته مرات، وهذبت فيه بعض العبارات ليكون سهل التناول واضح المعنى، لا التواء فيه ولا تعقيد، وزدت فيه ما لا بد منه ولا غنى عنه لإتمام الفائدة ورجاء الثواب كما حذفت منه ما يمكن الاستغناء عنه اختصارًا مع بقاء الجوهر المفيد.. وقد زدت في هذه الطبعة بيانًا عن حكم تشريح الميت ورأي العلماء فيه، كما زدت فيها حكم التأمين على الحياة ورأي الفقهاء فيه. وقد سميته: (الفقه الميسر) وجعلته شاملًا للعبادات والمعاملات.
ولد أحمد عيسى عاشور فى 7 / 5 /1899 بقرية "الشنباب" من أعمال مديرية الجيزة، لأسرة متدينة، ووالد يعمل بالتجارة، .. ثم تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى الخامسة عشرة من عمره، ثم عمل بالتجارة مع والده لفترة محدودة، حيث كان نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، السبب الأكبر فى صرف نظره عن الالتحاق المباشر بركب العلم.. إلا أنه عام 1917 م قد عزم على الالتحاق بالأزهر الشريف.. وظل يتلقى ويترقى فى رحابه، وينهل من العلم داخله وخارجه، حتى صار عالماً راسخاً، وهو بعد ما زال طالباً فى سنى دراسته المختلفة.